أصبح العالم داخل موجة فيروس كورونا الثانية، ويجتاح الرعب أوروبا والولايات المتحدة بعد تصاعد الإصابات والوفيات، بشكل يكاد يتجاوز موجته الأولى، فقد كسرت وفيات كوفيد 19 المعلنة المليون و300 ألف، وتقترب بسرعة من منتصف المليون الثاني، فيما تقترب الإصابات من 50 مليونا في العالم، صحيح تعافى أكثر من 30 مليونا، لكن الأرقام في تصاعد مخيف، مع استمرار الغموض حول موعد إنتاج اللقاح أو التوصل لعلاج حاسم، هناك بروتوكولات علاج متنوعة ومدارس طبية، وهناك أيضا تناقضات وخلافات في تفسير ماهية الفيروس ومدى العلم بكل تفاصيله.
تتجه دول أوروبا إلى إغلاق جزئي، وتفرض دول مثل ألمانيا وبريطانيا وإسبانيا إجراءات تباعد ومواعيد إغلاق للمطاعم والمحلات، في كل هذا للسيطرة على اتساع دوائر الإصابات بشكل كبير في موجة ثانية عنيفة، تتصاعد مع اقتراب موسم الشتاء، ومع الأخذ في الاعتبار أن الرعب والخوف له تأثيرات خطيرة مثل الفيروس، فالخوف من أن تفقد الأنظمة الطبية توازنها وتدخل في صدمة تطيح بالأمان المستقر، خاصة أن تصاعد الإصابات أدى لارتفاعات في الأسعار، وحدد من قدرة المواطنين على الحركة، وتواجه دول مثل إسبانيا تظاهرات وغضبا، خاصة من الفرق الطبية التي أصابها الإرهاق، وحتى الشرطة أرهقها فرض الإجراءات الاحترازية.
وفى الولايات المتحدة وصلت الإصابات إلى مستويات مرعبة يوميا، وبشكل أصبح أحد عناصر الصراع السياسي والمنافسة الانتخابية الرئاسية، بين دونالد ترامب وجو بايدن، والتي تقترب من الحسم قبل نهاية الأسبوع.. عربيا بعض دول المشرق والمغرب التي نجت من الموجة الأولى نسبيا، عادت لتواجه ارتفاعات في حجم الإصابات والوفيات، الأمر الذى ضاعف من مخاوف اتساع خسائر الفيروس.
وإلى مصر فقد ظلت الأوضاع الوقائية بمواجهة الفيروس متوسطة، ولم تصل إلى درجات مخيفة، وبعد أن بلغت الموجة الأولى ذروتها بعد شهر رمضان تراجعت واستقرت عند درجة قابلة للتحكم، ومع تشابه حالة مصر مع أفريقيا، إلا أن وجود نظام طبى وتراكم خبرات الأطباء في المحافظات ساهم بدرجة ما في علاج الحالات التي تظهر ويتم كشفها مبكرا، وساهمت الإجراءات الحكومية التي لم تصل للإغلاق التام أو التهاون، في التحكم بحجم الإصابات، وكل هذا يحتاج إلى المزيد من الاحتراز، مع اقتراب الشتاء، وتداخل أعراض فيروس كورونا مع الأنفلونزا الموسمية.
وبصرف النظر عن جدل التفسيرات، هناك ضرورة للعودة إلى الالتزام بالإجراءات الاحترازية، والالتزام بارتداء الكمامة كحد أدنى، والمسارعة بالكشف عند أول شعور بالأعراض، خاصة أن العلاج أصبح متاحا مع العزل لعدم تحول المصاب إلى بؤرة عدوى.
هناك مؤشرات على ارتفاع في الإصابات، مع تهاون واضح في الالتزام بالكمامات، والإجراءات الاحترازية، وغياب الالتزام لدى مقاهٍ ومطاعم وفى المواصلات العامة والتجمعات، الأمر الذى دعا لاستعادة الحماس في تطبيق الإجراءات الاحترازية، وبالفعل بدأت عملية تشديد في إلزام المواطنين بالكمامة في المواصلات العامة والمحلات، وهناك التزام بالمدارس والجامعات بهذه الإجراءات.
网友评论